محمد بركات الطراونه
خطاب العرش السامي، الذي افتتح به جلالة الملك أعمال الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة التاسع عشر، جاء زاخراً وحافلاً بالمضامين الدلالات، التي تشكل في مجموعها مرجعاً لكل أبناء الوطن وسلطاته ومؤسسات، فيه تأكيد واضح على اهمية مواصلة مسيرة التحديث والبناء والتطور والتقدم بالوطن نحو الأفضل، متضمناً الرؤية الملكية نحو المستقبل، من أجل مواصلة تحقيق الإصلاح والتحديث وتعميق المسيرة الديمقراطية والمشاركة الشعبية، التي تستهدف إحداث نقلة نوعية في التاريخ الأردني، خاصه بعدما تم إقرار من تعديلات دستورية، واقرار منظومة تشريعات متطورة للاحزاب والانتخاب، خاصة وأن هذا الخطاب يأتي في ظل إنجاز الأردن للعديد من خطط التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، والتي بدأت الخطوات العملية لتنفيذها، الخطاب أكد على إن ما تشهده الأراضي الفلسطينية حالياً من تصعيد خطير، يؤكد أن المنطقة لن تنعم بالأمن والإستقرار، دون تحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين، وأن الأردن لن يحيد عن الدفاع عن مصالح فلسطين وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، وجاء واضحاَ في الخطاب موقف الأردن الثابت وأنه لن يتخلى عن دوره مهما بلغت التحديات، في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلاميه والمسيح في القدس، وفي مجال تأكيد جلالة الملك على أن الانتخابات النيابية ستجري العام المقبل، فان هذا يشكل دعوة صريحة لتوسيع المشاركة الشعبية، وأن تنشط الأحزاب في إعداد برامجها الوطنية التي تمكنها من الوصول الى قبه البرلمان، والاستفادة من المقاعد التي خصصها قانون الانتخاب للاحزاب، وأن ينشط الشباب الذين يشكلون غالبية السكان، في التحضير والإعداد لمشاركة فاعلة، تلبي طموحاتهم وتطلعاتهم وفي الخطاب دعوة واضحة ان لا نسمح لاحد أن يقلل من منجزاتنا الوطنية، وأن لا نفتح الباب لحاقد او جاهل، وأن يكون الجميع على مستوى التحديات التي يشهدها الوطن في ظل ظروف اقلام اقليمية ملتهبة، وفي الخطاب دعوة صريحة لتواصل السلطتان التنفيذية والتشريعية التعاون لدفع عجلة التحديث السياسي والاقتصادي والإداري إلى الأمام، وحيا الخطاب كالعادة جهود النشامى من أبناء القوات المسلحة الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، الذين قدموا التضحيات وحموا الوطن بأرواحهم ودمائهم في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار، والحفاظ على قوة ومنعة الأردن، وجاء الخطاب حاملاً للأمل والتفاؤل لبناء اردن الخير والوفاء، الاردن الذي كان منطلقاَ لكل ما هو أعظم، وفي هذا تأكيد واضح على أهمية مشاركة الجميع في البناء والتحديث، وان مسؤولية الحفاظ على أمن الوطن مسؤولية مشتركة، مأمول من الجميع المساهمة فيها، لان الوطن يستحق منا كل ذلك وأكثر.
